ما هي التعديلات في المناهج الدراسية التي أثارت الجدل في سوريا؟

في خطوة أثارت جدلاً واسعًا، أعلنت وزارة التربية والتعليم في سوريا عن تعديلات شاملة في المناهج الدراسية لجميع المراحل التعليمية.

كان العنوان العريض لهذه التعديلات هي حذف كل ما يتعلق بنظام الأسد وحزبه، بما في ذلك ما يهدف إلى تقديسه وتلميع صورته

استبدل مفهوم “الشهادة” من “في سبيل الوطن” إلى “في سبيل الله”، من كتب التربية الإسلامية في كل الصفوف، وعبارة “يحكمه قانون العدل” بـ “يحكمه شرع الله”.

وأيضا “مبدأ الأخوة الإيمانية” بدلًا من “الأخوة الإنسانية”، في كتاب الصف التاسع، واستبدال عبارة “ومن يفعل الكبائر مستحلًا لها، فجزاؤه في الآخرة” بـ “ومن يفعل الكبائر مستحلًا لها فقد كفر وجزاؤه في الآخرة النار” في أحد الدروس من كتاب الصف الأول الثانوي.

هذه التعديلات التي نُشرت عبر صفحات وزارة التربية على فيسبوك، أثارت تساؤلات واسعة بين الأهالي والطلاب، مما دفع البعض للتشكيك في جدواها وحجم تأثيرها على التعليم.

فما هي أبرز هذه التعديلات في المناهج الدراسية؟ وكيف تُؤثر على النظام التعليمي في سوريا؟

لاتفوّت قراءة: أين يختبئ ماهر الأسد “الرجل الثاني في سوريا”؟: من قائد في الظل إلى شبح مطارد دوليا

جدل على سوشيال ميديا

انتقد الكثيرون من رواد مواقع التواصل الاجتماعي التعديلات التي أجرتها وزارة التربية السورية على المناهج الدراسية، معتبرين أنها غير مناسبة لحكومة تسيير أعمال أو حكومة انتقالية.

وقد وصف بعض النشطاء التعديلات بأنها تحول من “البعثية” إلى “الإسلاموية”، خاصةً مع استبدال مصطلحات وطنية بـ”دينية”.

على سبيل المثال، تم استبدال عبارة “الدفاع عن الوطن” بـ”في سبيل الله”، وتغيير عبارات أخرى مثل “المغضوب عليهم” إلى “اليهود والنصارى”.

كما أُزيلت العديد من الأحاديث النبوية بسبب إسنادها الضعيف، واستُبدلت العبارة المتعلقة بالإمام علي من “كرم الله وجهه” إلى “رضي الله عنه”.

وزير التعليم السوري يعلق على تعديل المناهج الدراسية

علق وزير التربية والتعليم السوري، نذير القادري، على التعديلات التي جرى إدخالها على المناهج الدراسية، موضحًا أن الوزارة قد قامت بحذف ما “يمجد” نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد.

أكد القادري أنه جرى توجيه لجان مختصة لمراجعة المناهج وتدقيقها، وأن المناهج الدراسية ستظل على حالها حتى اكتمال عملية المراجعة.

وأشار الوزير إلى أن التعديلات شملت استبدال صور علم النظام المخلوع بعلم الثورة السورية في الكتب المدرسية، إضافة إلى تصحيح بعض المعلومات المغلوطة في مادة التربية الإسلامية، مثل تفسير الآيات القرآنية التي كانت مشوهة في المناهج السابقة.

ماذا جاء في أبرز تعديلات المناهج الدراسية في سوريا؟

إلغاء مادة التربية الوطنية من المناهج الدراسية في سوريا

في خطوة مثيرة للجدل، جرى إلغاء مادة التربية الوطنية من المناهج الدراسية هذا العام.

وجاء هذا القرار في سياق التعديلات الواسعة التي أجرتها وزارة التربية والتعليم السورية.

وأشار نذير القادري، وزير التربية والتعليم، إلى أن القرار اتُخذ بسبب ما تحتويه المادة من “معلومات مغلوطة”.

وأضاف القادري أن تلك المعلومات كانت تهدف إلى تعزيز الدعاية لنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد وترسيخ قواعد حزبه.

حذف تاريخ الآلهة القديمة من المناهج الدراسية

شملت التعديلات في المناهج الدراسية في سوريا تغييرات جذرية في مواد الفلسفة والتاريخ.

وجرى حذف فقرات أو عبارات متعلقة بالآلهة في كتب التاريخ والفلسفة.

كما جرى استبعاد شخصية زنوبيا، التي تعتبر من أبرز الشخصيات الشعبية في العالم القديم، واعتبارها شخصية خيالية.

وبالإضافة إلى ذلك، جرى حذف تاريخ الآراميين والكنعانيين، وكذلك تاريخ الآلهة القديمة من المناهج الدراسية.

تعديلات على النشيد الوطني

شملت التعديلات أيضًا تغييرات على النشيد الوطني السوري. وجرى حذف فقرات تتعلق بالنشيد الوطني، مثل فقرة “أكمل النشيد الوطني”.

كما أزيلت فقرات تطلب من الطلاب حفظ النشيد أو إكماله. وحذف الفقرات المتعلقة بالنشيد الوطني السوري “حماة الديار عليكم سلام” من كتب اللغة العربية، إضافة لحذف كل ما يمجد بما تم وصفه في التعميم “بجيش النظام البائد أو المخلوع”.

وجرى تعديل أو إزالة محتويات تتعلق بـ”الفخر الوطني”، وذلك باعتبارها جزءًا من “الخطاب القديم”.

في سبيل الله بدلا من “في سبيل الوطن”

شملت التعديلات في مادة التربية الإسلامية تغييرات جذرية، حيث جرى استبدال العبارات ذات “الصبغة الوطنية” بعبارات دينية.

من أبرز التعديلات، استبدال عبارة “الدفاع عن الوطن” بـ “في سبيل الله”، وكذلك تغيير “الصراط المستقيم طريق الخير” إلى “طريق الإسلام”.

أيضًا، جرى تعديل “المغضوب عليهم” إلى “ضلو طريق الخير” و”النظافة” إلى “الطهارة”.

كما تقرر إعادة مادة التربية الدينية إلى المجموع العام، لتدخل في مجموع الشهادة الثانوية العامة.

وأشار وزير التربية والتعليم إلى أن التعديلات شملت تصحيح معلومات مغلوطة، مثل شرح بعض الآيات القرآنية بشكل خاطئ في السابق.

جانب من تعديلات المناهج في سوريا

محو كل ما يتعلق بالنظام السابق

أُجريت تعديلات كبيرة على المناهج الدراسية، حيث جرى حذف نصوص كانت تروج للنظام السابق.

استُبدلت هذه النصوص بأعمال أدبية وشعرية، وجرى إزالة النصوص التي تتناول مواضيع سياسية مباشرة.

وفقًا لوزارة التربية والتعليم، شملت التعديلات إزالة الفقرات التي تعكس “مفاهيم سياسية قديمة”، مع التركيز على الموضوعات العلمية والتاريخية التي تعكس التطورات الحديثة.

كما جرى اعتماد علم الثورة القديم بدلًا من العلم الحالي، وجرى محو كل ما يتعلق بعائلة الأسد من صور ومواضيع في المناهج.

لاتفوّت قراءة: بعد هروب بشار الأسد: من هم وزراء الحكومة السورية المؤقتة؟

إلغاء نظرية التطور واستبدال كلمة “الشرع” بدلًا من القانون

ضمن التعديلات المثيرة للجدل التي شملت المناهج الدراسية في سوريا، جرى إلغاء وحدة “أصل التطور والحياة” من كتاب العلوم للصف الثالث الثانوي.

كما جرى حذف فقرة تناولت تطور الدماغ بـ “الكامل”، ما اعتبره البعض خطوة إلى الوراء في مجال التعليم العلمي.

إضافة إلى ذلك، جرى استبدال كلمة “قانون” بـ “الشرع” أو “شرع الله” في بعض المواضيع، مما أثار اعتراضات من قبل مختصين في مجال التعليم والعلوم.

حذف حرب أكتوبر من التاريخ

في إطار التعديلات التي أجرتها وزارة التربية والتعليم السورية على المناهج التاريخية، جرى تغيير عدة مصطلحات.

من أبرز هذه التعديلات استبدال عبارة “الاحتلال العثماني” بـ “الحكم العثماني”، مع حذف جملة “إعدام قادة الحركة الوطنية في السادس من أيار (مايو) 1916” من كتاب التاريخ في الصف الثالث الثانوي الأدبي.

حذف “بانوراما حرب تشرين التحريرية” والمقصود بها حرب أكتوبر 1993.

لاتفوّت قراءة: الشرق الأوسط في 2024: عام التحولات السياسية الكبرى في الدول العربية

تعليقات
Loading...