اغتيال إسماعيل هنية: إسرائيل تروي القصة وحماس تقدم رواية جديدة
منذ اللحظة الأولى لمقتله، تحول اغتيال إسماعيل هنية إلى لغزٍ يشغل العالم بأسره، ويطرح تساؤلات عديدة حول من يقف وراء تلك الجريمة الغامضة، وكيف نفذت إسرائيل عملية الاغتيال؟.
تدور الروايات حول تورط جهات متعددة، بين من يشير إلى تعاون غير متوقع بين عناصر إيرانية وإسرائيل، وآخرين يطرحون فرضية وجود خونة من داخل حركة حماس نفسها.
وبينما اشتعلت الأقاويل، تصاعدت التكهنات التي تعزز فرضية المؤامرة، حتى ظهرت أخيرًا قناة الـ12 الإسرائيلية بنقل تفاصيل جديدة، مما زاد من الغموض حول حادث اغتيال هنية في إيران.
لكن حركة حماس كانت قد نفت بشدة تلك الادعاءات، لتبقى الحقيقة بعيدة المنال.
وفي ظل غياب الإجابات الدقيقة، يستمر السؤال الأبرز: من هو المسؤول عن اغتيال إسماعيل هنية؟
لا تفوّت قراءة: أسرار تذاع لأول مرة: الموساد يكشف خطة البيجر في لبنان “أكبر عملية في تاريخ التجسس”
الموساد في قلب طهران: اغتيال هنية في المجمع الأكثر حماية
بثّت القناة الـ12 الإسرائيلية تحقيقًا عن اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، بعنوان “الموساد في قلب طهران.. هكذا قتلت إسرائيل إسماعيل هنية في المجمع الأكثر حماية”.
أشارت القناة الـ12 الإسرائيلية إلى أن الرقابة العسكرية سمحت بنشر معلومات جديدة تتعلق باغتيال هنية في طهران.
هنية والمشاركة في “طوفان الأقصى”
حسب التحقيق، كان هنية أحد أبرز المشاركين في التخطيط لعملية “طوفان الأقصى” التي شنتها المقاومة الفلسطينية ضد المستوطنات ومعسكرات غلاف قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023.
التوقيت الأصعب للاغتيال: قبل تسلم الرئيس الإيراني مهامه
أضاف التقرير أن هنية جرى رصده بشكل مستمر أثناء تواجده في طهران، حيث كان يرتاد نفس الموقع عدة مرات ويقيم في غرفة محددة.
حسب التحقيق، استخدم الموساد قنبلة لاستهداف هنية داخل غرفته، في عملية دقيقة تهدف إلى قتله دون الإضرار بأي شخص آخر.
الأمر الأكثر إثارة كان توقيت العملية، حيث تمت قبل بدء مراسم تسلم الرئيس الإيراني الجديد مهامه، مما زاد من تعقيد الحادثة.
لا تفوّت قراءة: كارثة عيد الميلاد: من هو الطبيب السعودي منفذ عملية الدهس في ألمانيا؟
رواية إسرائيل: كيف اغتالت إسرائيل إسماعيل هنية في طهران؟
الخطة الأولية: استهداف هنية في جنازة رئيسي
نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن تقارير إعلامية أجنبية أن الخطة الأولية لاغتيال إسماعيل هنية كانت تهدف إلى قتله أثناء حضوره جنازة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الذي توفي في حادث تحطم مروحيته في 19 مايو.
الانتظار حتى حفل التنصيب
لكن العملية تأجلت بسبب “مخاوف من أن تؤدي إلى سقوط ضحايا بين المدنيين”، بحسب ما أفادت الصحيفة. فإسرائيل اختارت تأجيل تنفيذ المهمة.
انتظرت إسرائيل أكثر من شهرين حتى عاد هنية إلى طهران لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان في 31 يوليو.
الاستهداف: ليلة ما قبل التنصيب
بحسب القناة 12 الإسرائيلية، كانت الخطة تقتضي اغتيال هنية في الليلة التي سبقت التنصيب، ولكن جرى تأجيل التنفيذ بعد مشاورات لتجنب الإحراج لطهران.
زرع المتفجرات في غرفة هنية
بعد الحفل، قام عملاء الموساد بزرع جهاز متفجر في غرفة هنية، بالقرب من سريره.
كان الجهاز أكبر قليلاً مما كان مخططًا له، لكنه لم يكن كبيرًا بما يكفي للتأثير على الغرف المجاورة.
الجهاز كان يحتوي على كمية كافية من المتفجرات لضمان اغتيال هنية عند لحظة انفجاره. وبالفعل، جرى استهدافه في عملية دقيقة ومخطط لها بعناية.
كما قالت إنه في ليلة اغتيال هنية تعطل مكيف غرفته، وهو ما كان سيؤدي لإلغاء المهمة، لكن الإيرانيين أصلحوه.
لا تفوّت قراءة: بعد هروب بشار الأسد: من هم وزراء الحكومة السورية المؤقتة؟
هل شاركت إيران في حادث اغتيال هنية؟
أعلنت حركة حماس صباح الأربعاء 31 يوليو استشهاد هنية إثر عملية اغتيال استهدفته في مقر إقامته في طهران بعد مشاركته في حفل التنصيب.
وأكدت إيران عدم ضلوع عناصر من الداخل في عملية الاغتيال.
لا تفوّت قراءة: قانون الزواج الجديد في المغرب: تعديلات مقترحة على مدونة الأسرة لتعزيز حقوق المرأة
كيف ردت إيران على اعتراف إسرائيل باغتيال هنية؟
أرسلت إيران، الأسبوع الماضي، رسالة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بعد اعتراف إسرائيل بالمسؤولية عن اغتيال إسماعيل هنية.
إيران: “الاعتراف الوقح والمخزي”
وفي رسالته، وصف الممثل الدائم لإيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، اعتراف إسرائيل بأنه “وقح ومخزي”، مؤكدًا أن الاغتيال استهدف زعيمًا سياسيًا في أراضٍ خاضعة لسيادة إحدى دول الأعضاء في الأمم المتحدة.
وأضاف إيرواني أن هذا الاعتراف يعكس مجددًا المسؤولية الدولية التي يتحملها الكيان الإسرائيلي عن أعماله الإرهابية والعدوانية، معتبرًا أن هذا الفعل يندرج في إطار سياسات إسرائيل العدوانية المستمرة.
وأشار إيرواني أيضًا إلى أن إيران قد ردت على هذه العملية باغتيال هنية بهجوم صاروخي على إسرائيل في أكتوبر الماضي، معتبرًا أن هذا الهجوم كان ردًا طبيعيًا على “العدوان الإسرائيلي”.
حماس تكذب رواية اغتيال هنية بطهران
نفت حركة حماس ما ورد في الإعلام الإسرائيلي بشأن عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي الراحل، إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران، ووصفت الرواية الإسرائيلية بأنها “أكاذيب”.
حماس: أكاذيب إسرائيلية بشأن القنبلة
في بيان أصدرته اليوم، أكدت حركة حماس أن ما زعمته إسرائيل حول اغتيال هنية بواسطة قنبلة مزروعة في غرفته داخل مقر الضيافة الإيراني الرسمي، الذي تواجد فيه خلال حضوره مراسم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، هو “مجموعة من الأكاذيب”.
رفض تام للرواية الإسرائيلية
وأوضحت الحركة في بيانها أن ما نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية لا يعدو كونه محاولات لتشويه الحقائق، معتبرةً أن هذه الادعاءات لا تمثل سوى جزء من حملة لتشويه صورة المقاومة الفلسطينية وتشويش الحقائق حول عملية الاغتيال.
حماس تكشف تفاصيل جديدة حول اغتيال هنية: صاروخ موجه استهدف هاتفه المحمول
قالت حركة حماس إن التحقيقات التي أجرتها عبر اللجنة المشتركة بين أجهزة أمنها وأجهزة الأمن الإيرانية كشفت أن عملية اغتيال إسماعيل هنية تمت بواسطة صاروخ موجه يزن 7.5 كيلوغرام من المتفجرات، استهدف هاتف هنية المحمول مباشرة.
حماس: محاولة يائسة للتغطية على الجريمة
وأشارت الحركة إلى أن ما بثته إسرائيل حول عملية الاغتيال هو “محاولة يائسة” للتغطية على الجريمة المعقدة التي جرى تنفيذها بانتهاك سيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث استُهدف أحد مقراتها الرسمية بصاروخ في عملية دقيقة استهدفت هنية بشكل مباشر.
من هو إسماعيل هنية؟
جرى انتخاب إسماعيل هنية (62 عامًا) رئيسًا للمكتب السياسي لحركة حماس في 2017 خلفًا لخالد مشعل، بعد أن لعب دورًا بارزًا في الحركة.
وقبل ذلك، في عام 2006، تولى رئاسة الحكومة الفلسطينية بعد فوز حماس في الانتخابات البرلمانية.
“طوفان الأقصى”: لحظة نصر جماعي
بعد إطلاق حماس لعملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر، ظهر هنية في فيديو نشرته وسائل الإعلام، مبتهجًا برفقة قادة الحركة في مكتبه بالدوحة.
وكان في تلك اللحظة يتابع تقريرًا عبر قناة عربية، يظهر فيه مقاتلو كتائب عز الدين القسام وهم يستولون على آليات عسكرية إسرائيلية. وأدى هنية صلاة شكر لله على هذا النصر، كما عبر عن فرحته البالغة.
دبلوماسية هنية على الساحة الدولية
على الرغم من تواجده في قطر، كان هنية يمثل الوجه الدبلوماسي لحركة حماس، خاصة في أوقات الحرب.
شارك هنية في محادثات غير مباشرة بوساطة دولية سعياً لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
القتل والتصعيد: استشهاد خليفته يحيى السنوار
بعد اغتياله، تعرض خليفته يحيى السنوار للقتل على يد قوات إسرائيلية في غزة، في حلقة جديدة من التصعيد المستمر للأحداث.