داون تاون القاهرة على خطى دبي.. هل يحقق العبار المعادلة الصعبة؟
وسط البلد، تلك المنطقة التي تختزل بين شوارعها تاريخًا طويلًا من الثقافة والفن والمعمار، تستعد لدخول حقبة جديدة من التطوير الطموح.
رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار، صاحب البصمة الواضحة في عالم العقارات، يضع نصب عينيه مشروعًا قد يعيد تشكيل وسط القاهرة قلب العاصمة المصرية، مستلهمًا من تجربة داون تاون دبي.
وبشأن استثماراته في مصر، قال إنها وصلت إلى 18 مليار دولار، وقد تزيد إلى 25 مليار دولار خلال 3 سنوات من الآن.
هل يستطيع العبار تحقيق هذه الرؤية وتحويل وسط البلد إلى تحفة معمارية تجمع بين الأصالة والحداثة؟ وهل يمكن لهذا المشروع أن يحافظ على روح القاهرة التاريخية، أم أنه سيخلق نسخة جديدة بروح مختلفة؟
لا تفوّت قراءة: مشروع ازدواج قناة السويس: كيف سيعود بالنفع على الاقتصاد المصري؟
محمد العبار: رؤية طموحة لتحويل وسط القاهرة إلى مركز عالمي
تسعى إعمار العقارية للدخول في مشروع تطوير وسط القاهرة، حيث تقدمت الشركة للحكومة المصرية بطلب للمساهمة في إعادة إحياء هذه المنطقة العريقة.
وأوضح الملياردير الإماراتي محمد العبار، مؤسس إعمار، أن المناقشات ما زالت جارية مع الحكومة، لكنها لم تستلم بعد المباني من الوزارات المعنية.
وبمجرد حدوث ذلك، يُتوقع أن تطرح الحكومة مناقصات أمام شركات التطوير العقاري المحلية والعالمية، حيث ستكون إعمار من أوائل المتقدمين.
نصيحة العبار: مشروع ضخم يجذب أنظار العالم
سواء كانت إعمار ضمن المطورين أم لا، فإن العبار لديه رؤية واضحة لكيفية تطوير وسط البلد، ويرى أن هذا المشروع قادر على استقطاب نصف سكان العالم إذا جرى تنفيذه بالشكل الصحيح.
ويوجّه نصيحة مباشرة للحكومة المصرية بضرورة تنفيذ خطة تطوير شاملة على مساحة لا تقل عن 40 إلى 50 فدانًا، مع تصميم حديث للشوارع وإضافة مطاعم وفنادق عالمية، مستشهدًا بتجربة مشروع سوليدير في لبنان.
نحو نسخة متطورة من داون تاون دبي في قلب القاهرة
ويشدد العبار على أن وسط القاهرة بحاجة إلى تخطيط دقيق يدمج بين الطابع التاريخي والتنمية العصرية، من خلال إنشاء مشروعات فندقية وتجارية على غرار داون تاون دبي، مما سيحقق عائدًا استثماريًا وسياحيًا ضخمًا.
وأضاف أن تنفيذ هذا التطوير بداية من إعادة تصميم الشوارع، مع إضافة مرافق سياحية راقية، سيعزز من جاذبية المنطقة للمستثمرين والسياح على حد سواء.
هل يتحول وسط القاهرة إلى وجهة استثمارية عالمية؟
يبقى السؤال المطروح: هل تستطيع مصر تنفيذ هذا المشروع الطموح وفق رؤية العبار؟ في ظل الاهتمام الحكومي المتزايد بتطوير العاصمة، يبدو أن وسط البلد قد يكون على أعتاب تحول تاريخي، يجعل منه واحدًا من أهم الوجهات الاستثمارية والسياحية في المنطقة.
مشروع قد يستقطب نصف سكان العالم.. رؤية العبار لمستقبل وسط القاهرة
يرى الملياردير الإماراتي محمد العبار أن تطوير وسط القاهرة يمكن أن يحولها إلى واحدة من أكثر الوجهات السياحية جذبًا في العالم، متوقعًا أن تستقطب المنطقة أعدادًا هائلة من الزوار إذا جرى تنفيذ المشروع وفق معايير عالمية.
وأشار العبار إلى نجاح داون تاون دبي في جذب 120 مليون زائر سنويًا، لكنه يرى أن وسط القاهرة، بفضل تاريخها العريق وآثارها الفريدة والمشروعات السياحية القائمة والمحتملة، يمكن أن تحقق أرقامًا تفوق ذلك بكثير.
وقال: “إذا كانت داون تاون دبي قد جذبت 120 مليون زائر، فإن تطوير وسط البلد بالقاهرة على نفس المستوى قد يجعلها وجهة يقصدها نصف سكان الكرة الأرضية”.
وأكد العبار أن مصر تمتلك مقومات سياحية هائلة، وإذا جرى استثمارها بالشكل الصحيح من خلال مشاريع فندقية وتجارية حديثة، يمكن أن تصبح وسط البلد مركزًا عالميًا يجذب ملايين السياح والمستثمرين من مختلف أنحاء العالم.
مضاعفة الغرف الفندقية.. العبار: مصر بحاجة إلى قفزة سياحية كبرى
يشدد محمد العبار على ضرورة مضاعفة أعداد الغرف الفندقية في مصر لتواكب الإمكانات السياحية الهائلة التي تمتلكها البلاد.
ويرى أن الطلب على السياحة في مصر يتطلب زيادة عدد الفنادق والخدمات السياحية بأكثر من الضعف، خاصة وأن مصر تتمتع بمزيج فريد من التاريخ العريق، والسواحل الخلابة، والشعب المضياف، مما يجعلها وجهة عالمية جذابة.
وأوضح العبار أن عدد السياح في مصر يجب أن يصل إلى 70 مليون سائح سنويًا بدلًا من نحو 15 مليون سائح حاليًا، مؤكدًا أن البلاد لديها كل المقومات لتحقيق هذه القفزة.
وأضاف أن القطاع الفندقي المصري أكثر تطورًا من القطاع العقاري، مما يجعله فرصة استثمارية واعدة تحتاج إلى خطط توسعية طموحة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من السياح في المستقبل.
محمد العبار: استثماراتنا في مصر ثابتة ولا تتأثر بالظروف الجيوسياسية
رغم التحديات الجيوسياسية التي يشهدها العالم، يؤكد محمد العبار أن استثمارات إعمار في مصر تسير بثبات ولا تتأثر بتقلبات الأوضاع الإقليمية.
وأوضح العبار أن الاستقرار الاقتصادي والتعاون بين القيادات المصرية والعربية يلعبان دورًا محوريًا في دعم بيئة الاستثمار، مشيرًا إلى أن هناك عقلانية في التعامل مع الأزمات، وهو ما يعزز من ثقة المستثمرين ويجعل السوق المصري وجهة استثمارية قوية ومستدامة.
وأضاف أن مصر، بما تمتلكه من مقومات اقتصادية وسياحية ضخمة، ستظل مركزًا جاذبًا للاستثمارات، مشيرًا إلى أن الشركات الكبرى تدرك أن الاستثمار طويل الأجل لا يتأثر بالأحداث المؤقتة، بل يعتمد على رؤية مستقبلية واضحة.
محمد العبار: ارتفاع أسعار العقارات في مصر ودبي.. بين العقلانية والتحديات الاقتصادية
يتوقع محمد العبار استمرار ارتفاع أسعار العقارات في كل من مصر ودبي، لكنه يفرق بين طبيعة السوقين، مشيرًا إلى أن نمو الأسعار في الإمارات ما يزال ضمن نطاق العقلانية، باستثناء بعض العقارات المبنية على السواحل، حيث إن 90% من العقارات تشهد ارتفاعًا طبيعيًا في الأسعار.
أما في مصر، فيرى العبار أن الوضع مختلف بسبب النقص في المعروض السكني إلى جانب التحديات الاقتصادية، مثل ارتفاع أسعار المواد الخام ومشكلات سعر الصرف، مما يؤدي إلى زيادة التكاليف على المطورين العقاريين.
ورغم ذلك، يؤكد العبار أن الارتفاع السريع للأسعار ليس في مصلحة أحد، مشددًا على أهمية تحقيق توازن بين الطلب، والتكلفة، والقدرة الشرائية لضمان استدامة السوق العقارية في مصر.
إعمار وميدار: شراكة استراتيجية لاستثمار 100 مليار جنيه في مشروع سكني بالتجمع الخامس
أعلن محمد العبار عن شراكة جديدة مع شركة ميدار المصرية لتنفيذ مشروع سكني ضخم في التجمع الخامس، بقيمة استثمارية تصل إلى 100 مليار جنيه.
ويمتد المشروع على مساحة 500 فدان ويشمل أكثر من 2,900 وحدة سكنية، ما بين فلل و شقق سكنية، تتراوح مساحاتها من 200 إلى 600 متر مربع.
المشروع الذي يُعد من أبرز المشاريع السكنية في المنطقة، لا يقتصر على الوحدات السكنية فقط، بل يتضمن ناديًا رياضيًا و مدرسة، مما يساهم في توفير بيئة سكنية متكاملة تلبي احتياجات الأسرة المصرية الحديثة.
تُعتبر هذه الشراكة جزءًا من استراتيجية إعمار العقارية لتعزيز وجودها في السوق المصري وتلبية الطلب المتزايد على المشاريع السكنية المتميزة، في ظل النمو السكاني المستمر في العاصمة المصرية.