موسم الحج 2025.. أين تذهب حصى الجمرات التي يرميها الحجاج؟
في قلب كل موسم حج، وعلى مدار أيام التشريق الثلاثة، يقوم ملايين الحجاج برمي أكثر من ألف طن من حصى الجمرات الصغيرة، في مشهد مهيب يعبر عن إهانة الشيطان واتباع سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
هذه الحصى التي تبدو بسيطة، تحمل في طياتها قصة فريدة لا يعرفها كثيرون: فماذا يحدث لهذه الجمرات بعد أن يلقيها الحجاج؟
تخيل جبلًا متراكمًا من حصى الجمرات لو لم تدار آلياته بدقة وتنظيم! لكن الواقع أكثر تنظيمًا، فبعد انتهاء كل رمي، تبدأ رحلة حصى الجمرات عبر مراحل متعددة؛ تجمع، تُفرز، وتفحص بعناية، لتعاد إلى دائرة الاستخدام أو تُتخذ لها طرق خاصة في المعالجة.
نكشف لكم أين تذهب حصى الجمرات بعد أن تنتهي رحلة رميها، وكيف تساهم هذه العملية في حفظ النظام وتنظيم مناسك الحج بأعلى دقة ممكنة.
لا تفوّت قراءة: هل تخطط للسفر إلى مكة لأداء الحج في 2025؟ انتبه لهذه العقوبات والغرامات!
كيف تُجمع حصى الجمرات في موسم الحج؟

بعد أن يرمي الحجاج حصى الجمرات، تمر بعدة مراحل، حيث تنزل إلى القاع ثم تتحرك لمسارات التجميع والفحص.
في قاع جسر الجمرات تكمن أنظمة آلية ضخمة، ترفع الحصى بسيور متحركة بعد تجميعها في في حوض الجمرات الثلاث.
ويحتوي كل حوض منها على نظامين لرفع كل ما يلقى في قاع الجسر وبسرعات مختلفة.
علاوة على ذلك، تتحكم أبواب أوتوماتيكية في مسارات الحصى وكمياتها، بينما تفرز حساسات متقدمة الحصى عن الشوائب بدقة عالية.
لا تفوّت قراءة: اكتشف أسرار الكعبة المشرفة: معالم مذهلة لا بد أن تعرفها قبل موسم حج 2025
النظام الآلي لتخزين حصى الجمرات في جسر الجمرات
يساعد نظام الرفع الآلي على تسريع تخزين الحصى في قبو منشآت الجسر، عبر بوابات إلكترونية متحكمة في الطوابق المختلفة للجسر.
ثم تنقل الحصى إلى عربات الضواغط الموجودة في عمق المنشأة أسفل الجسر، لتسهيل عملية النقل والتخزين بكفاءة عالية.
لا تفوّت قراءة: هكذا يسافر الحجاج إلى مكة: تعرف إلى خريطة الطريق من الإمارات والكويت والأردن ودول الجوار
منشأة الجمرات: كم تبلغ تكلفتها؟
بعد جمعها، تُعتبر حصى الجمرات نفايات تتخلص منها في المرامي المعتمدة، بمعدل يتجاوز ألف طن سنويًا حسب الإحصاءات الرسمية.
وتُعد منشأة الجمرات في منى من أكبر المشاريع، بتكلفة 4.2 مليار ريال، وطاقة استيعابية 300 ألف حاج في الساعة.
مشروع جسر الجمرات العملاق في موسم الحج 2025: 11 مدخلا للجمرات و12 مخرجا

يتكون مشروع “منشأة الجمرات” من 5 طوابق بارتفاع 12 مترًا لكل منها، ويشمل نفقًا أرضيًا يفصل بين حركة المشاة والمركبات لخدمة الحجاج.
كما يحتوي على 11 مدخلًا و12 مخرجًا في الاتجاهات الأربعة، مهبط للطائرات المروحية، وأنفاقًا ونظام تبريد متطور يخفض الحرارة إلى 29 درجة لتوفير راحة وأمان الحجاج.
تاريخ تطوير جسر الجمرات عبر العقود
شهد جسر الجمرات منذ إنشائه عام 1974 توسعات عرضية بمقدار 40 متراً، مع مطالع من الجهتين الشرقية والغربية لتسهيل نزول الحجاج.
كما أضيفت منحدرات خرسانية مسلحة عام 1978 تصل إلى المستوى الثاني، لتحسين تدفق الحجاج عند الجمرة الصغرى، ضمن سلسلة تطويرات مستمرة للجسر.
توسعات جسر الجمرات خلال الثمانينيات
في 1982، زاد عرض الجسر 20 متراً بطول 120 متراً شمال الجمرة الصغرى، مع توسعة كبيرة عام 1987 وصلت 80 متراً عرضاً بطول 520 متراً.
كما توسع منحدر الصعود 40 متراً بطول 300 متر، وأنشئت 5 أبراج خدمات، مع لوحات إرشادية وإنارة وتهوية، لتبلغ مساحته 57,600 متر مربع.
مرحلة جديدة من التطوير والتنظيم لجسر الجمرات
في عام 1995، أجريت تعديلات على الجسر لتحسين منظرها وتنظيم حركة الحجاج بشكل متكامل، مع تحسينات في المراحل المختلفة.
تبع ذلك عام 2005 تعديل في بنية الأحواض إلى الشكل البيضاوي، وإنشاء مخارج طوارئ وتركيب لوحات إرشادية لتحذير الحجاج من التزاحم.