أميتي أرغمان: جندي إسرائيلي دخل الحرب سليمًا وخرج فاقدًا لساقيه وعينيه

أميتي أرغمان هو جندي إسرائيلي من مواليد 1996، شارك في الحرب ضد غزة وكان من بين الجنود الأوائل الذين دخلوا إلى ساحة المعركة.

بدأ أميتي أرغمان الحرب وهو يقف على قدميه، ولكنه خرج منها فاقدًا ساقيه.

تعرض أميتي لإصابات بالغة حيث جرى بتر ساقيه بطريقة نادرة، كما أصيبت عيناه بشكل شديد، إضافة إلى كسور في رقبته.

في السنوات الأخيرة، أصبح أميتي شخصية مثيرة للجدل في المجتمع الإسرائيلي، نتيجة لدوره ومواقفه خلال خدمته العسكرية.

يمثل أميتي أرغمان نموذجًا لجندي شاب يثير انقسامات في الرأي العام بسبب تأثيره المباشر على مجريات العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية، فما هي قصته مع الحرب في غزة؟.

كيف أصيب بالحرب؟

يقول الجندي إن القتال في غزة كان “شديدا للغاية”، وعناصر المقاومة كانت تباغتهم بالقطاع بقنابل يدوية أسقطتهم بين قتيل ومصاب، بحسب القناة 12 الإسرائيلية.

ويروي الجندي كيفية إصابته، قائلا: “أصبت أثناء وجودنا في منزل، بعد ثوان قليلة فجروا قنبلة علينا”.

واستطرد: “كنا 10 داخل المنزل، قتل 4 على الفور، بينما أصيب البقية، وأنا منهم، وتمكن أصدقائي من إنقاذي بأعجوبة”.

من هو أميتي أرغمان؟

انضم أميتي أرغمان إلى الجيش الإسرائيلي في سن مبكرة، حيث التحق بوحدة النخبة “جولاني”، التي تشتهر بتدريباتها القاسية ومهامها الصعبة والمعقدة.

خلال خدمته، شارك في العديد من العمليات العسكرية الهامة، خاصة في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث كان له دور بارز في تلك العمليات التي شكلت جزءًا من مجريات الأحداث العسكرية في المنطقة.

في البداية، بدأ أميتي أرغمان خدمته كجندي عادي، لكنه سرعان ما أظهر كفاءته وتفانيه في أداء مهامه العسكرية، لا سيما في العمليات التي استهدفت الشعب الفلسطيني.

عملية السهم الحديدي

أميتي أرغمان، الذي كان قد اشتهر في أوساط الجيش بسمعته كجندي قوي في وحدة “جولاني”، كان من بين الجنود الذين جرى إرسالهم إلى قطاع غزة في إطار عملية “السهم الحديدي”، وهي حملة عسكرية شاملة استهدفت مواقع حماس والفصائل المسلحة الأخرى.

في هذه الحملة، لعب أرغمان دورًا محوريًا في تنفيذ العديد من العمليات العسكرية ضد المنشآت المسلحة في غزة، حيث شارك في مداهمات وتدمير للبنية التحتية العسكرية.

أميتي في دائرة الضوء

لكن مع تصاعد الهجوم على غزة، أصبح أميتي في دائرة الضوء ليس فقط بسبب مشاركته في العمليات العسكرية، بل أيضًا بسبب ردود الفعل المتباينة التي رافقت تلك العمليات.

بينما أشاد البعض بشجاعته واحترافيته في مواجهة الهجمات، اعترض آخرون على الاستخدام المكثف للعنف ضد المدنيين الفلسطينيين في المناطق التي تعرضت للقصف.

بدأت منظمات حقوق الإنسان في نشر تقارير تشير إلى إصابات كبيرة في صفوف المدنيين نتيجة القصف العشوائي، مما أثار موجة من الانتقادات على نطاق واسع.

طوفان الأقصى

بعد أحداث “طوفان الأقصى” في أكتوبر 2023، التي شهدت تصعيدًا كبيرًا في الصراع بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وخاصة الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس على الأراضي الإسرائيلية، أصبح الجندي أميتي أرغمان محور اهتمام وسائل الإعلام والمجتمع الإسرائيلي بشكل متزايد.

الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر وأسفر عن مقتل المئات من الإسرائيليين وتدمير العديد من المنشآت الحيوية، دفع الجيش الإسرائيلي إلى اتخاذ إجراءات واسعة لمواجهة الهجمات عبر الحدود.

هذا التصعيد العسكري أدى إلى زيادة العمليات العسكرية على عدة جبهات، مما فاقم التوترات في المنطقة وأدى إلى تداعيات كبيرة على الصعيدين العسكري والسياسي.

أميتي: تحديات نفسية معقدة

بعد الأحداث الدامية التي تلت الهجوم على غزة، شهد أميتي أرغمان تحولًا كبيرًا في موقفه العام.

وفقًا لتقارير صحفية، أفادت مصادر مقربة منه بأنه بدأ يعبر عن مخاوفه من تأثيرات العمليات العسكرية، خاصةً بعد توثيق حالات عديدة من الدمار الواسع في غزة.

خلال تلك الفترة، ظهرت علامات من التوتر النفسي على أرغمان، خاصة بعد مشاهد العنف التي شهدها في ميادين القتال، مما أثّر بشكل كبير على حالته النفسية.

ومع مرور الوقت، قرر أرغمان ترك الخدمة العسكرية، متخذًا قرارًا بالابتعاد عن الحياة العسكرية بعد تجربة نفسية معقدة نتيجة للأحداث الأخيرة.

انقسام عميق بإسرائيل

داخل إسرائيل، يتنوع الرأي العام بين من يبررون تصرفات الجيش الإسرائيلي في إطار محاربة الإرهاب، ومن ينتقدون هذه السياسات ويعتبرونها تعزز من تصعيد العنف وتقوض الحقوق الإنسانية للفلسطينيين.

تُظهر المواقف الحادة تجاه أميتي أرغمان الانقسام العميق في المجتمع الإسرائيلي بشأن القضية الفلسطينية.

يرى البعض فيه جنديًا ينفذ أوامر في سياق حرب معقدة، ويعتبره آخرون مثالًا على تجسيد العنصرية والعنف المتزايد ضد الفلسطينيين.

من ناحية أخرى، يعكس الجدل المحيط بأميتي أرغمان التوترات الداخلية المستمرة في إسرائيل.

الجدل يحتدّ بإسرائيل

إلى جانب ذلك، أصبح أميتي أرغمان موضوعًا للدراسة في الأكاديميات العسكرية الإسرائيلية، حيث تركز الدراسات على كيفية التعامل مع الحوادث المثيرة للجدل التي قد تنشأ في سياق العمليات العسكرية.

يظل الرأي العام الإسرائيلي منقسمًا بين مؤيدين للجيش في دفاعه عن أمن البلاد وبين منتقدين للتجاوزات المحتملة التي قد تحدث أثناء تنفيذ المهام العسكرية.

مع مرور الوقت، أصبح أرغمان رمزًا لشباب الجيل العسكري في ظل عصر يشهد تصاعد التهديدات الأمنية الناتجة عن الاحتلال، مما يزيد من تعقيد الجدل حول مواقف الجيش تجاه الفلسطينيين.

هذا الانقسام حوله يصبح أكثر وضوحًا في ضوء الأحداث التي تلت “طوفان الأقصى”، مما يعكس تصاعد التوترات والصراعات داخل إسرائيل وخارجها.

ما تأثير الحرب على الشباب؟

تحول أميتي أرغمان إلى موضوع رئيسي في النقاشات داخل إسرائيل حول تأثير الحروب على الجنود الشباب، خصوصًا أولئك الذين يجرى إرسالهم إلى مناطق نزاع شديدة مثل غزة.

بدأت بعض الصحف الإسرائيلية تسلط الضوء على تأثير الصدمة النفسية التي يعاني منها العديد من الجنود الإسرائيليين.

وأشارت إلى أن الجنود مثل أرغمان قد يواجهون تحديات نفسية معقدة بعد مشاركتهم في العمليات العسكرية في مناطق تشهد صراعات مستمرة.

على الرغم من أن العديد من الجنود، بمن فيهم أرغمان، يرون أنفسهم في سياق الدفاع عن الوطن، إلا أن الأثر النفسي والإنساني لهذه الحروب أصبح أمرًا لا يمكن تجاهله.

تجربة أميتي أرغمان قد تكون نقطة تحول في مسار حياته، مما يعكس واقعًا أعمق من مجرد الصراع العسكري؛ وهو التحدي النفسي الذي يواجهه الجنود في الحروب الحديثة.

في النهاية، فإن ما مر به أرغمان بعد “طوفان الأقصى” يعكس التعقيدات النفسية والأخلاقية التي يواجهها الجنود في الحروب.

آخر كلمة ماتفوتوش قراءة: هل سيحصل اللاجئون على الجنسية؟ مصر تنفق 10 مليارات دولار سنويا

تعليقات
Loading...