بعد أن استعرضنا في الجزء الأول أفضل 10 أفلام مصرية شكّلت ملامح السينما في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين، نواصل هنا رحلتنا مع قائمة أكثر اتساعًا وثراء التي أعلن عنها مهرجان القاهرة السينمائي.
في هذا الجزء الثاني، نكشف عن أفضل 15 فيلمًا مصريًا بين 2000 و2025، أعمال صنعت بصمة فنية خاصة، وجسّدت تحولات المجتمع وقضاياه، لتصبح علامات بارزة في تاريخ السينما المصرية المعاصرة.
من التجارب الجريئة إلى الإنتاجات الضخمة، ومن السينما المستقلة إلى الأفلام الجماهيرية، هذه الأفلام لم تكتفِ بحصد الجوائز بل أسرت الجمهور وأثرت في الثقافة العربية.
لا تفوّت قراءة: الجزء الأول| أفضل 10 أفلام مصرية في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين (2000–2025)
الساحر (2001) للمخرج رضوان الكاشف
يقدّم المخرج رضوان الكاشف في الساحر فيلمًا رمزيًا مكثفًا، تدور أحداثه حول شخصية غامضة تتحكم في الناس داخل حي فقير، رمزًا واضحًا للسلطة الشعبية.
الساحر ليس مجرد شخصية درامية، بل استعارة عن القوة التي تُمارس في الخفاء دون مساءلة، مع إشارة ذكية إلى السلطة الباطشة في المجتمع.
بأسلوب بصري جذاب وأداء مؤثر من محمود عبد العزيز، قدّم الكاشف فيلمًا فلسفيًا مختلفًا، يقترب من سينما المؤلف ويبتعد عن النمط التجاري السائد.

لا تفوّت قراءة: الفحص الذاتي الشهري في منزلك: أسهل طريقة للكشف المبكر عن سرطان الثدي
آخر أيام المدينة (2016) للمخرج تامر السعيد
يقدّم المخرج تامر السعيد فيلمًا شاعريًا عميقًا، يرصد شعور الانكسار والضياع في مدينة تتهاوى ببطء، عبر قصة خالد المخرج الباحث عن ذاته.
كما تتمحور الأحداث حول رحلة بطل يبحث عن شقة ومعنى لوجوده، في مدينة لم تعد تشبهه، ليصبح السرد استعارة عن غربة داخلية واغتراب حضري.
بإيقاع بطيء وعدسة مرتحلة وصمت يصرخ أكثر من الحوار، يشكل الفيلم مرثية للقاهرة قبل ثورة يناير، عن الوداع الطويل والفقد المتراكم.

لا تفوّت قراءة: منة شلبي.. أفلام لا تُنسى وجوائز صنعت أسطورتها
معالي الوزير (2003) للمخرج سمير سيف
فيلم ذكي في فكرته وتنفيذه، يستند إلى مفارقة ساخرة: رجل بسيط يصبح وزيرًا بالخطأ، ليجد نفسه فجأة داخل عالم النفوذ والقرارات المصيرية.
من خلال هذا الخطأ البسيط، يكشف الفيلم آليات الحكم في مصر، والعشوائية القادرة على تغيير مصائر أشخاص وأوطان، في نقد ساخر للواقع السياسي.
بأداء مذهل، يجسد أحمد زكي شخصية المواطن البسيط الذي يصطدم بآلة الحكم، ليمنح العمل عمقًا واقعيًا يجعله أحد أبرز علامات السينما المصرية.

احكي يا شهرزاد (2009) للمخرج يسري نصر الله
يقدّم يسري نصر الله فيلمًا اجتماعيًا سياسيًا، تدور أحداثه حول مذيعة مشهورة تُجبر على تغيير برنامجها، لتدخل في حوارات تكشف معاناة نساء مهمشات.
كل حكاية ترويها النساء تكشف طبقة جديدة من العنف الذكوري الممنهج، حيث ينجح الفيلم في الطرح النقدي دون الانزلاق إلى الميلودراما التقليدية.
علاوة على ذلك، يدين الفيلم التواطؤ المجتمعي ضد المرأة، ويجسّد هشاشة العلاقة بين الإعلام والسلطة، ليصبح شهادة بصرية على قمع أصوات النساء في المجتمع.
لا تفوّت قراءة: 3 أيام فن وضحك وغنا.. أجمد مهرجانات وحفلات فنية مستنياك من 2 لـ4 أكتوبر
الخروج للنهار (2012) للمخرجة هالة لطفي
يُعدّ من أكثر الأفلام تأملًا في السينما المصرية المعاصرة، حيث تدور أحداثه داخل بيت بسيط يضم أمًا وابنتها مع الأب طريح الفراش.
كما يحوّل الفيلم تفاصيل الحياة اليومية – من فتح النوافذ إلى تحضير الطعام – إلى لحظات شاعرية مؤلمة، تكشف ثِقل الزمن وعبء التكرار.
بعدسة هادئة وصمت مهيمن، يقدّم الفيلم حكاية وجودية عميقة عن الانتظار والموت، مؤكّدًا أن اللاشيء قد يكون أبلغ من أي حدث صاخب.
لا تفوّت قراءة: كيف استخدم باسم يوسف السخرية السوداء لفضح مآسي غزة؟ لقطات أشعلت النقاش العالمي
الأبواب المغلقة (2001) للمخرج عاطف حتاتة

يروي الفيلم قصة مراهق في بيئة خانقة، حيث السلطة الأبوية والدينية تُمارس سيطرتها بصرامة تحت قناع الفضيلة والانضباط.
داخل مدرسته الداخلية، يُجبر الفتى على الطاعة المطلقة، بينما تعصف داخله أسئلة وجودية لا يُسمح له بطرحها أو حتى التفكير فيها علنًا.
كما يُدين الفيلم منظومة القمع الجنسي والديني التي تُنتج الكبت والعنف، كاشفًا بأسلوب واقعي هشاشة الفرد داخل مجتمع مغلق الصمامات.
لا تفوّت قراءة: كيف تقضي عطلتك في الإمارات؟ 8 أنشطة ترفيهية تستحق التجربة
ريش (2021) للمخرج عمر الزهيري
يُعد الفيلم من أكثر الأعمال إثارة للجدل في السينما المصرية الحديثة، جامعًا بين الواقعية السحرية والعبث في حكاية رمزية صادمة.
علاوة على ذلك، يتحول الأب إلى دجاجة خلال عرض سحري، لتجد الأم نفسها وحيدة في مواجهة الفقر والمجتمع والبيروقراطية القاسية بلا سند أو مخرج.
بأسلوب بصري كئيب وديكورات خانقة، يصوّر الفيلم الإنسان المصري العالق في دائرة العجز واللامعنى، كاشفًا قسوة الواقع بروح سريالية داكنة.
جنينة الأسماك (2008) للمخرج يسري نصر الله
يقدّم الفيلم حكاية مذيع إذاعي يعاني من نوبات هلع، فيبدأ بحثًا عن قصص الناس العاديين ليمنح صوته معنى جديدًا.
رحلته تكشف هشاشة عالمه الخاص وعلاقاته، وتضعه أمام مدينة مزدحمة تخفي أزمات نفسية واجتماعية عميقة خلف صخبها اليومي.
علاوة على ذلك، الفيلم لا يعتمد على حبكة تقليدية، بل يشبه رحلة introspective داخل وعي رجل يتلمّس الصدق وسط واقع غارق في الزيف والضوضاء.

البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو (2025) للمخرج خالد منصور
يقدّم الفيلم عملاً رمزيًا حداثيًا يعكس انسدادًا نفسيًا واجتماعيًا. شخصية السيد رامبو ليست بطلًا، بل رجل تائه يبحث عن مخرج في مدينة بلا أبواب.
من خلال السرد غير التقليدي واللغة البصرية التجريبية، يحوّل خالد منصور الحكاية إلى رحلة داخلية، تكشف عبث التكرار وضياع المعنى في حياة يومية خانقة.
علاوة على ذلك، الفيلم لا يقدّم إجابات جاهزة، بل يضع المشاهد أمام ذاته، في مواجهة أسئلة الوجود، العزلة، ومحاولات الهروب من واقع مغلق بلا منافذ.
لا تفوّت قراءة: أقوى حفلة لكايروكي في 24 أكتوبر 2025.. اعرف أسعار التذاكر وطريقة الحجز والمكان
فتاة المصنع (2013) للمخرج محمد خان
في هذا الفيلم، يتتبع محمد خان حكاية شابة تعمل في مصنع، تعيش قصة حب سرية تنتهي بوصمة اجتماعية قاسية.
بكاميراه الحساسة، يرصد خان تفاصيل يومية دقيقة من حياة النساء العاملات، دون خطابات مباشرة، ليقدّم صورة صادقة عن معاناتهن.
بين الحب والكرامة، يكشف الفيلم هشاشة المرأة في مجتمع لا يرحم. بأسلوب بسيط وواقعي، يصوغ خان عملًا إنسانيًا يبقى حاضرًا في ذاكرة السينما المصرية.

واحد صفر (2009) للمخرجة كاملة أبو ذكري
يرصد الفيلم يومًا واحدًا في حياة شخصيات متعددة، تكشف خيوطها هشاشة العلاقات والهوية وسط تشابكات اجتماعية ودينية متناقضة.
من خلال هذا اليوم العادي، يبرز الفيلم صورة المدينة الكبيرة بتناقضاتها، حيث يختلط التشابك مع العزلة في سرد بصري نابض بالحياة.
ببراعة، تمزج كاملة أبو ذكري بين الواقعية والدراما الإنسانية، لتقدّم عملًا مركبًا يعكس تعقيد المجتمع المصري المعاصر.
لا تفوّت قراءة: كيف تؤثر القهوة على المعدة عند تناولها صباحًا دون إفطار؟
أوقات فراغ (2006) للمخرج محمد مصطفى
أثار الفيلم جدلًا واسعًا بجرأته في تصوير حياة الشباب بصدق غير مسبوق، كاشفًا هموم المراهقة وأسئلتها حول الجنس، الدين، والتمرد.
رغم محدودية إنتاجه، شكّل الفيلم صدمة لجمهور اعتاد صورًا مزيفة عن الشباب، مقدّمًا سردًا مباشرًا ومختلفًا عن الخواء والاغتراب.
بأسلوب صريح وقريب من الواقع، منح محمد مصطفى السينما المصرية أداة جديدة لفهم جيل متعثر بين القيود والطموح.
لا تفوّت قراءة: هل ترغب في تجربة كوكيز يذوب في الفم؟ اكتشف أفضل أماكنه في مصر!
الجزيرة (2007) للمخرج شريف عرفة

يُعد فيلم الجزيرة مزيجًا من الأكشن والدراما السياسية، مستندًا إلى قصة حقيقية عن تاجر مخدرات يتحول إلى سلطة حاكمة بالصعيد.
كما يكشف الفيلم تواطؤ أفراد من الدولة وسطوة المال والسلاح، موضحًا كيف يمكن أن تتحول القوة من القانون إلى نفوذ فردي مطلق.
بأداء بارز لأحمد السقا ومحمود ياسين، قدّم شريف عرفة عملًا يجمع بين الشعبية والعمق، جامعًا بين التشويق السينمائي والرسالة السياسية.
لا تفوّت قراءة: لماذا أغلقت كارفور متاجرها في الخليج؟ الأسباب الخفية وراء الإغلاق المفاجئ
أبو زعبل 89 (2025) للمخرج يسام مرتضى
يستند الفيلم إلى وقائع حقيقية من سجن أبو زعبل، حيث تعرّض المعتقلون السياسيون لانتهاكات وحشية، بينهم والد المخرج الذي يروي قصته المؤلمة.
كما يعيد الفيلم النظر في التاريخ القريب، كاشفًا ممارسات السلطة الأمنية في الثمانينات، ومسلّطًا الضوء على حدود العدالة الغائبة.
بلغة بصرية قاتمة وبنية درامية بطيئة التصاعد، يضع “أبو زعبل 89” المشاهد أمام مواجهة قاسية مع الذاكرة الوطنية.
لا تفوّت قراءة: الأفلام العربية في أوسكار 2026: من ينافس على جائزة التمثال الذهبي؟
هي فوضى (2007) للمخرجين يوسف شاهين وخالد يوسف

يعد الفيلم آخر أعمال يوسف شاهين، وقد شاركه الإخراج خالد يوسف، ليقدما معًا رؤية جريئة تكشف الوجه القمعي للسلطة الأمنية.
كما تدور الأحداث حول “حاتم”، أمين الشرطة الذي يجسد نموذجًا سلطويًا متجاوزًا، يمارس انتهاكاته بلا حسيب أو رقيب في منطقة شعبية.
علاوة على ذلك، الفيلم يقترب من الواقع بحدة، كاشفًا علاقة مأزومة بين المواطن وجهاز الأمن، في سياق سياسي واجتماعي مسدود.