بعد عرضه في مهرجانات عالمية، أثار فيلم “ضي .. سيرة أهل الضي” جدلاً واسعًا بفضل قصته الإنسانية العميقة ورسالة التوعية الاجتماعية التي يحملها.
الفيلم يسلط الضوء على معاناة طفل مصاب بمرض المهق “الألبينو”، يواجه التنمر والتمييز، لكنه يواصل مطاردة حلمه الفني بشجاعة.
هذا العمل السينمائي يفتح نافذة لفهم التحديات اليومية التي يمر بها المصابون بهذا المرض، ويثير تساؤلات حول نظرة المجتمع للاختلاف وضرورة تعزيز الوعي والمعرفة حول الألبينو.
لا تفوّت قراءة: أكلات مصرية قد لا يعرفها الجيل الجديد.. تراث على وشك الانقراض من المطبخ الشعبي
ما هو مرض الألبينو (Albinism) وما أثره على الجسم؟
المهق أو الألبينو اضطراب وراثي نادر يتمثل في نقص أو غياب صبغة الميلانين المسؤولة عن لون الجلد والشعر والعينين.
وبالتالي، لا يقتصر تأثيره على المظهر الخارجي فقط، بل يشمل مشاكل في الرؤية، مثل ضعف البصر والحساسية للضوء.
وبحسب الإحصاءات، تحدث حالة واحدة من بين كل 17 ألف إلى 20 ألف ولادة حول العالم مصابة بالألبينو، ما يجعله اضطرابًا نادرًا ومهمًا للوعي المجتمعي.
لا تفوّت قراءة: أغلى 10 صفقات في الدوري السعودي صيف 2025.. سوق الانتقالات تغلق بإنفاق 741 مليون دولار
كيف يحدث المهق “الألبينو” وما هي أسبابه؟
الألبينو اضطراب وراثي يولد به الطفل، يحدث عندما يرث الجنين جينات تحمل طفرة تعيق إنتاج أو توزيع صبغة الميلانين.
وفي الغالب، يجب أن يحمل كلا الوالدين الجين المسؤول حتى يظهر المرض لدى الطفل، رغم أنهما قد لا يكونان مصابين.
أما في بعض الحالات، مثل “الألبينو العيني” المرتبط بالكروموسوم X، يكفي أن تمرر الأم الجين للابن الذكر ليصاب.
وباختصار، السبب الجذري هو طفرة في جين أو أكثر مسؤول عن تصنيع أو توزيع الميلانين، قد تمنع تكوينه كليًا أو تقلل إنتاجه.
لا تفوّت قراءة: ممشى سياحي عالمي في الجيزة.. كيف سيغير تجربة زيارة الأهرامات والمتحف المصري الكبير؟
ما الأنواع الرئيسية للمهق (الألبينو)؟
ينقسم الألبينو أو المهق إلى عدة أنواع وفق الجين المتأثر، لكل نوع خصائصه وأنماط فرعية مميزة تختلف في التأثير على الجلد والعينين والشعر.
وفي السطور التالية، سنستعرض هذه الأنواع بشكل مبسط، لتسهيل فهم الفروق بينها وأسباب اختلاف الأعراض بين المصابين.
ما هو الألبينيزم العيني-الجلدي (Oculocutaneous Albinism – OCA) وأنماطه؟
الألبينو العيني-الجلدي (OCA) يؤثر على الجلد والشعر والعينين، وينقسم إلى عدة أنماط فرعية تختلف في شدة الأعراض ولون البشرة والشعر والعينين.
- OCA1: نتيجة خلل في إنزيم التيروزيناز المسؤول عن إنتاج الميلانين.
OCA1a: غياب كامل للميلانين، بشرة وشعر أبيض، عيون فاتحة جدًا.
OCA1b: إنتاج قليل من الميلانين، قد يزداد اللون تدريجيًا مع التقدم في العمر.
- OCA2: خلل في جين OCA2، أقل حدة من OCA1، بشرة فاتحة وشعر أصفر أو بني فاتح، شائع بين الأمريكيين الأصليين والأفارقة.
- OCA3: خلل في جين TYRP1، يظهر غالبًا عند أصحاب البشرة الداكنة في جنوب إفريقيا، بشرة مائلة للبني المحمر وشعر أحمر.
- OCA4: نتيجة خلل في بروتين SLC45A2، أعراض مشابهة لـ OCA2، أكثر شيوعًا لدى شعوب شرق آسيا.
- OCA5 وOCA6 وOCA7: أنماط نادرة جدًا، سُجلت فقط في عائلات محدودة حول العالم.
ما هو الألبينيزم العيني (Ocular Albinism)؟
الألبينيزم العيني يؤثر فقط على العينين نتيجة طفرة في الكروموسوم X. غالبًا ما يصيب الذكور ويؤدي إلى نقص صبغة القزحية والشبكية.
وبالتالي، لا يظهر أي تأثير ملحوظ على لون الجلد أو الشعر، ما يجعله مختلفًا عن الألبينيزم العيني-الجلدي.
لا تفوّت قراءة: أفضل رسامي حفلات الزفاف في مصر.. من يحول ذكرياتك فرحك إلى لوحة خالدة؟
ما أعراض مرض الألبينو “المهق”؟
تختلف الأعراض بحسب النوع، لكنها غالبًا تشمل نقص أو غياب صبغة الجلد والشعر أو العينين، وظهور بقع فاتحة خالية من الميلانين.
وبالإضافة لذلك، يعاني المصابون من مشكلات بصرية متكررة، مثل الحول، ورهاب الضوء، وحركات لا إرادية سريعة في العينين تعرف بالرأرأة، ما أكسبهم لقب “أعداء الشمس”.
كما قد يظهر ضعف النظر بدرجات متفاوتة، من قصر أو طول النظر أو الاستجماتيزم، وقد يصل في بعض الحالات إلى ضعف شديد أو حتى العمى.
وفي الأنواع النادرة، يمكن أن تصاحب الأعراض اضطرابات أخرى مرتبطة بالمناعة أو الرئة أو الأمعاء، أو ميل للنزيف.
لا تفوّت قراءة: أقوى مسلسلات رمضان 2026.. أكثر الأعمال الدرامية تشويقا وترقبا من المشاهدين
كيف يجرى تشخيص المهق “الألبينو”؟
يجرى تشخيص الألبينو بعدة طرق متكاملة تضمن تحديد النوع وشدة الأعراض بدقة.
أولًا، الاختبار الجيني: الأكثر دقة، يكشف الطفرة المسؤولة عن نقص أو غياب الميلانين.
ثانيًا، الفحص السريري: يلاحظ الطبيب لون الجلد والشعر والعينين، إضافةً لمشكلات البصر المصاحبة.
ثالثًا، اختبار تخطيط كهربية الشبكية (Electroretinogram): يقيس استجابة خلايا العين للضوء لتقييم وظيفة الشبكية.
رابعًا، الفحص التفصيلي للعيون عند طبيب متخصص، للكشف عن مشاكل القزحية والشبكية والعصب البصري.
لا تفوّت قراءة: لون العام 2026: كيف تنسق Transformative Teal في ملابسك وديكور منزلك؟
هل يوجد علاج للمهق أو محاولات للتخفيف من الأعراض؟
لا يوجد علاج نهائي للألبينيزم، لكن يمكن التخفيف من الأعراض وحماية المريض:
- للوقاية من الشمس: ارتداء نظارات شمسية، ملابس واقية، وكريمات تحمي من الأشعة فوق البنفسجية.
- لصحة العين والرؤية: استخدام نظارات طبية، عدسات خاصة، أو جراحة لتصحيح الحول وحركات العين غير الطبيعية.
- الدعم التعليمي: تكييف الإضاءة، ترتيب المقاعد، واستخدام وسائل بصرية مساعدة للأطفال في المدرسة.
- الدعم النفسي والاجتماعي: مجموعات دعم لتخفيف العزلة، تعزيز الثقة بالنفس، ومواجهة النظرات المتحيزة أو التنمّر.
وتجدر الإشارة إلى أن معاناة المصابين تمتد لتحديات يومية؛ حساسية الجلد للشمس تزيد خطر الحروق وسرطان الجلد، وضعف البصر يجعل القراءة والتنقل صعبًا.
وبالتالي، يحتاج المصابون إلى دعم أسري ومجتمعي حقيقي يضمن اندماجهم وحياة أفضل، مع توفير حماية جسدية ونفسية متكاملة.
