في مذكراته “حياتي في السينما“، كشف الكاتب الراحل مصطفى محرم عن كواليس فيلم “حتى لا يطير الدخان” المأخوذ عن قصة للأديب إحسان عبدالقدوس.
بدأت الحكاية حين جاءه المخرج أحمد يحيى ليخبره برغبته في شراء حقوق تحويل القصة إلى فيلم سينمائي، وطلب منه أن يستعد لكتابة السيناريو. تحمس محرم للفكرة.
واقترح الابتعاد عنها مع الاحتفاظ بشخصية “فهمي عبدالهادي” كشخصية محورية، وهو ما وافق عليه المخرج.
أصر أحمد يحيى أن يكون السيناريو مخصصًا للفنان عادل إمام، خاصة أنه سيتولى إنتاج الفيلم بنفسه.
على أن يعرض النص عليه مباشرة. وبعد جهد استمر عامًا كاملًا، انتهى مصطفى محرم من كتابة السيناريو، ليبدأ المنتج رحلة انتظار طويلة استمرت عامًا آخر، إذ كان عادل إمام في كل مرة يرد بأنه لم يقرأ السيناريو بعد.
لا تفوّت قراءة: نجيب ساويرس يتفوق على شقيقه ناصف بثروة تتجاوز 9.2 مليار دولار.. هل الذهب هو السر في صدارة أثرياء مصر؟
مما دفع المخرج والكاتب إلى أن يتجهوا إلى الفنان نور الشريف، وعرضوا عليه السيناريو، لكن نور الشريف بدا عليه الاستنكار وأكد أنه لا يستطيع قبول الدور لأنه شعر أن النص مكتوب خصيصًا لعادل إمام، بعد يومين فقط، تبدلت الأمور. عاد عادل إمام ليتواصل مع المخرج ويحدد موعدًا لمناقشة السيناريو.
في هذه الأثناء، انضمت نبيلة عبيد لدور البطولة النسائية لكن قبل التصوير بيومين فقط، اعتذرت نبيلة عبيد بشكل مفاجئ، بحجة أنها غير مرتاحة للفيلم، ليكتشف محرم لاحقًا أنها فضّلت المشاركة في فيلم “قهوة المواردي”. عندها لجأ أحمد يحيى إلى الفنانة سهير رمزي التي وافقت سريعًا.
وبين الكواليس، كان هناك حدث مأساوي: فقد شارك في العمل ابن مدير التصوير الشهير وحيد فريد كمساعد تصوير بعد تخرجه من معهد السيناريو، لكن صاعقًا كهربائيًا أصابه أثناء التصوير وأودى بحياته، فخيم الحزن على الجميع وتوقف التصوير أيامًا عدة.